”فادية عبدالجواد”..أول طبيبة صماء حولت المعاناة إلى أمل
الأكثر مشاهدة
أول طبيبة في العالم تدرس الطب وتتخرج من كلية الطب وتباشر عملها وهي صماء، لم تعرف معنى المستحيل، بل وقفت على رأس عقباتها وتحدت الواقع ولم ترضى سوى بالتفوق، فكانت تحصل على الرتيب الأول منذ المرحلة الابتدائية.
أصيبت الطبيبة "فادية عبدالجواد" بالحمة الشوكية وهي طالبة في الصف السادس الابتدائي عام 1973 وكانت تبلغ من العمر 11 عامًا، ثم دخلت في غيبوبة ثم أكتشفت أنها فقدت القدرة على حاسة السمع، حيث نتج عن الحمى الشوكية صمم حسى عصبى كامل من الجهتين.
فبعد الإصابة ظلت لشهور لا تستطيع المشى بمفردها، لأن العصب السمعى المسئول عن السمع الذى تأثر بالحمى مرتبط مع العصب المسئول عن الاتزان، لم تعرف الهزيمة منذ تلك اللحظة فكان أول تحد بالنسبة لها أن تدرب نفسها على المشى فى حجرتها لعدة أسابيع، ثم فاجأت أسرتها بقدرتها على المشى بمفردها دون أن تستند على الحائط.
رغم عقبة السمع إلا أنها حولت تلك العقبة لسلم نجاح، فحصلت في المرحلة الابتدائية على مجموع 95%، ولم تلتحق بمدارس للصم بناء عن طلب معلميها، وأستطاعت أن تكون الأولى على مدرستها فى الشهادة الإعدادية بمجموع 96%، ثم التحقت بمدرسة "العباسية" الثانوية، وكانت الأولى أيضا فيها بمجموع 97.5%.
وجائت مرحلة بناء المستقبل، وقررت أن تسير في الطرؤيق الطبي فالتحقت بكلية الطب عين شمس وتخرجت عام 1986، وتخصصت في علاج الأمراض الجلدية، عملت بعد تخرجها فى مركز رعاية الأمومة والطفولة، ثم استقالت وسافرت للخارج، ثم عادت إلى القارة واصبح لها مركزها الطبى الخاص.
وعلى الصعيد العائلي، تزوجت أثناء دراستها وأنجبت أربعة أبناء"ولدين وبنتين"، وكان عام 2006 مختلف تماما بالنسبة إليها، فأجرت عملية زراعة القوقعة الأولى، وفى فبراير عام 2014 أجريت عملية القوقعة الثانية، وصارت تسمع بكلتا الإذنين.
لم تبعد عن المنبر الإنساني لحظة فقالت في إحدى حواراتها، أنها على استعداد للتعاون والتواصل مع أى شخص يحتاج للمساعدة والدعم والتشجيع خصوصًا الأطفال الذين يعانون مشاكل السمع وأطفال القوقعة قبل وبعد الزرع.
للاحتفاء بمشوارها كرمتها نقابة الاطباء فى ذكرى يوم الطبيب المصري عام 2015، كما رشحت لجائزة صناع الأمل.
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ٣١ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا